في ظل التهديد النووي.. كيف تحمي نفسك في حال وقوع انفجار نووي؟

تقرير خاص – رواها 360 :
في سابقة خطيرة تنذر بانزلاق المنطقة إلى مواجهة كارثية، نفذت الولايات المتحدة فجر أمس ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز، وأصفهان)، في عملية عسكرية، ضمن سياق دعمها الصريح للاحتلال الإسرائيلي في صراعه المفتوح مع إيران.
جاء هذا التصعيد الأميركي في وقت تتزايد فيه المؤشرات على أن واشنطن لم تعد تلعب دور “الوسيط”، بل أصبحت طرفا مباشرا في الحرب، منحازا بشكل كامل لإسرائيل، الأمر الذي يرفع مستوى التهديدات الاستراتيجية، ويقرب سيناريو استخدام السلاح النووي من حافة التحقق.
وفي ظل هذا المشهد المحتقن، الذي لم يعد مجرد مشهد سياسي بل خطر وجودي، يطرح سؤال جوهري نفسه بإلحاح: كيف تحمي نفسك في حال وقوع انفجار نووي؟
في هذا التقرير الخاص، تقدم “رواها 360” دليلا مبسطا وعمليا للبقاء الآمن في واحدة من أخطر الكوارث التي قد يشهدها العالم الحديث، مستعرضة ما يجب فعله لحظة الانفجار، وأين يجب الاحتماء، وكيفية التهيؤ المسبق نفسيا ولوجستيا.
ما الذي يحدث عند وقوع انفجار نووي؟
عند تفجير قنبلة نووية، تحدث موجة دمار ضخمة تشمل أربعة تأثيرات رئيسية أولها تصدر القنبلة كرة نارية شديدة الحرارة تتسبب في حرائق واسعة النطاق وحروق مميتة لكل من يقع في محيط الانفجار إلى جانب موجة ضغط قوية تؤدي إلى تدمير المباني والمنشآت، وتتسبب في إصابات بالغة أو وفيات نتيجة تطاير الزجاج وسقوط الحطام وينبعث إشعاع مؤين عالي الكثافة، يمكن أن يسبب تسمما إشعاعيا حادا خلال ثوان وأخيرا، تتصاعد سحب الغبار المشع الذي يعرف باسم “المطر النووي”، وينتشر في الهواء ليسقط لاحقا على الأرض، ملوثا التربة والمياه والهواء، ومسببا أمراضا قاتلة على المدى القصير والطويل.
ماذا تفعل في اللحظات الأولى بعد الانفجار؟
إذا لاحظت وميضا مفاجئا في الأفق، فاعلم أنه قد وقع انفجار نووي، لا تحاول النظر مباشرة إلى الوميض، لأنه قد يسبب العمى المؤقت أو الدائم، بدلا من ذلك، انبطح فورا على الأرض ووجه وجهك للأسفل، مع محاولة حماية رأسك بذراعيك أو بأي شيء متوفر أما إذا كنت في الشارع أو في مكان مكشوف، ابحث بسرعة عن أقرب مبنى قوي أو قبو. كل ثانية هنا مهمة، لأن الموجة الانفجارية والحرارية قد تصل إليك خلال ثوان.
أين تحتمي؟ وأين الخطر الأكبر؟
إن أفضل وسيلة للنجاة هي الاحتماء في مبنى خرساني متين أو ملجأ تحت الأرض، كلما زاد العمق وقل عدد النوافذ، زادت فرص النجاة، إذا لم يكن هناك ملجأ قريب، فحاول التوجه إلى أبعد نقطة داخلية في المنزل أو المبنى، مثل الحمام أو غرفة بدون نوافذ، واغلق جميع الأبواب والنوافذ بإحكام ولا ينصح إطلاقًا بالبقاء في العراء، أو في السيارة، أو قرب نوافذ زجاجية، لأن هذه الأماكن لا توفر أي حماية من الإشعاع أو الضغط الناتج عن الانفجار.
ماذا تفعل خلال الساعة الأولى بعد الانفجار؟
بحسب التفاصيل العلمية، فأن الساعة الأولى هي الأهم، ففي العادة، يبدأ المطر النووي بالتساقط بعد مرور 10 إلى 30 دقيقة من الانفجار و لذلك، يجب عليك أن تكون داخل مأوى محكم الإغلاق قبل ذلك. بمجرد أن تحتمي، لا تخرج لأي سبب. أغلق التهوية والنوافذ، وضع أقمشة مبللة أو لاصقات على أي فتحة قد يدخل منها الهواء الملوث ومن الضروري أن تبقى في مكانك لمدة لا تقل عن 24 ساعة، وإذا كان المطر النووي كثيفًا، فقد تمتد فترة البقاء داخل المأوى إلى 72 ساعة أو أكثر، بحسب تعليمات الجهات المختصة.
كيف تجهز نفسك مسبقا؟
إن التحضير المسبق لحالات الطوارئ النووية يشمل توفير حقيبة طوارئ في متناول اليد، تحتوي على مياه معبأة تكفي ليومين إلى ثلاثة أيام على الأقل، وأطعمة معلبة لا تحتاج إلى طهي، وكمامات واقية أو فلاتر تنفس، إضافة إلى مصباح يدوي، بطاريات إضافية، راديو يعمل بالطاقة اليدوية أو البطارية، أدوية أساسية، ونسخ من مستنداتك الشخصية ومن المهم أيضا توفير حبوب “يود البوتاسيوم” بعد استشارة طبية مسبقة، حيث تساعد هذه الحبوب على تقليل امتصاص الجسم لليود المشع، خاصة في الغدة الدرقية، وهو أحد مكونات المطر النووي.
ماذا تفعل إذا كنت في الخارج أثناء الانفجار؟
إذا فاجأك الانفجار أثناء وجودك في الخارج، فعليك التحرك بسرعة لتقليل التعرض للإشعاع. أزل ملابسك الخارجية فورًا، لأنها قد تحمل ما يصل إلى 90% من الجزيئات المشعة. اغسل جسمك بماء دافئ وصابون في أسرع وقت ممكن، وخصوصًا الوجه واليدين، دون فرك الجلد لتجنب اختراق المواد المشعة. اغسل شعرك دون استخدام الشامبو الذي قد يحبس الجزيئات المشعة، واستخدم الماء فقط. كما يجب تنظيف العينين والفم والأنف بلطف بالماء النظيف.
كيف تتابع التعليمات الرسمية؟
في حالات الطوارئ النووية، تنقطع عادة الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت، لذلك يُنصح دائمًا بوجود راديو محمول يعمل بالبطارية لمتابعة نشرات الطوارئ والتعليمات الحكومية. استمع جيدًا لأي توجيهات بشأن البقاء أو الإخلاء، وتجنب نشر الإشاعات أو الاعتماد على وسائل غير موثوقة.
يجب ألا تغادر المأوى أبدًا إلا إذا صدرت تعليمات رسمية بذلك، حتى لو شعرت أن الخارج آمن.
الصحة النفسية.. الجانب المنسي في الكوارث
في حالات الكوارث النووية، لا تقل أهمية التماسك النفسي عن الحماية الجسدية. حاول الحفاظ على الهدوء، وطمئن أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال. قم بتقسيم الوقت داخل المأوى بين الأنشطة الخفيفة، مثل القراءة أو التحدث، للحفاظ على التوازن النفسي. وجود خطة طوارئ ومجموعة من الإجراءات المعروفة مسبقًا يعطي شعورًا بالأمان ويقلل من الهلع والذعر.
ماذا بعد الانفجار؟ متى يمكن الخروج؟
الخروج من المأوى لا يكون آمنًا إلا بعد إعلان رسمي من الجهات المختصة بأن الخطر الإشعاعي قد انخفض إلى مستويات مقبولة. عند الخروج، يجب الحذر من لمس الأسطح الملوثة، وتجنب أكل أو شرب أي شيء من مصادر خارجية قبل التأكد من سلامتها.
لا تعُد إلى منطقة الانفجار أو المناطق القريبة منها إلا بتصريح رسمي. ستحتاج المناطق المنكوبة إلى وقت طويل للتعافي من آثار التلوث الإشعاعي.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- اضغط للمشاركة على Tumblr (فتح في نافذة جديدة) Tumblr
- اضغط للمشاركة على Pocket (فتح في نافذة جديدة) Pocket
- انقر للمشاركة على سلاسل (فتح في نافذة جديدة) سلاسل